و جاء الربيع

Publié le par Ahmed Miloud

وَرَدَ الرَبيعُ فَمَرحَباً بِوُرودِهِوَبِنورِ بَهجَتِهِ وَنَورِ وُرودِهِ

وَبِحُسنِ مَنظَرِهِ وَطيبِ نَسيمِهِوَأَنيقِ مَلبَسِهِ وَوَشيِ بُرودِهِ

فَصلٌ إِذا اِفتَخَرَ الزَمانُ فَإِنَّهُ إنسانُ مُقلَتِهِ وَبَيتُ قَصيدِهِ

يُغني المِزاجَ عَنِ العِلاجِ نَسيمُهُبِاللُطفِ عِندَ هِبوبِهِ وَرُكودِهِ

يا حَبَّذا أَزهارُهُ وَثِمارُهُ وَنَباتُ ناجِمِهِ وَحَبُّ حَصيدِهِ

وَتَجاوُبُ الأَطيارِ في أَشجارِهِ كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عودِهِ

وَالغُصنُ قَد كُسِيَ الغَلائِلَ بَعدَما أَخَذَت يَدا كانونَ في تَجريدِهِ

نالَ الصِبا بَعدَ المَشيبِ وَقَد جَرى ماءُ الشَبيبَةِ في مَنابِتِ عودِهِ

وَالوَردُ في أَعلى الغُصونِ كَأَنَّهُ مَلِكٌ تَحُفُّ بِهِ سَراةُ جُنودِهِ

وَكَأَنَّما القَدّاحُ سِمطُ لآلِئٍ هُوَ لِلقَضيبِ قِلادَةٌ في جيدِهِ

وَالياسَمينُ كَعاشِقٌ قَد شَفَّهُ جَورُ الحَبيبِ بِهَجرِهِ وَصُدودِهِ

وَاِنظُر لِنَرجِسِهِ الشَهِيِّ كَأَنَّهُطَرفٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ هُجودِهِ

وَاِعجَب لِأَذَريونِهِ وَبَهارِهِ كَالتِبرِ يَزهو بِاِختِلافِ نُقودِهِ

​​​​وَاِنظُر إِلى المَنظومِ مِن مَنثورِهِ  مُتَنَوِّعاً بِفُصولِهِ وَعُقودِهِ

أَوَما تَرى الغَيمَ الرَقيقَ وَما بَدا. لِلعَينِ مِن أَشكالِهِ وَطُرودِهِ

وَالسُحبُ تَعقُدُ في السَماءِ مَآتِماً  وَالأَرضُ في عُرسِ الزَمانِ وَعيدِهِ

نَدَبَت فَشَقَّ لَها الشَقيقُ جُيوبَهُ  وَاِزرَقَّ سَوسَنُها لِلَطمِ خُدودِهِ

وَالماءُ في تَيّارِ دِجلَةَ مُطلَقٌ  وَالجِسرُ في أَصفادِهِ وَقُيودِهِ

وَالغَيمُ يَحكي الماءَ في جَرَيانِهِ  وَالماءُ يَحكي الغَيمَ في تَجعيدِهِ

فَابكُر إِلى رَوضٍ أَنيقٍ ظِلُّهُ  فَالعَيشُ بَينَ بَسيطِهِ وَمَديدِهِ

 الشاعر صفي الدين الحلي

​​​​​​من تنظيم أحمد ميلود

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article