العمل للاخرة

Publié le par Ahmed Miloud

الحياة إما للإنسان وإما عليه، تمر ساعاتها ولحظاتها وأيامها وأعوامها، تمر على الإنسان فتقوده إلى المحبة والرضوان، حتى يكون من أهل الفوز والجنان، أو تمر عليه فتقوده إلى النيران والى غضب الواحد الديان، الحياة إما أن تضحكك ساعة لتبكيك دهرا، وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهرا، الحياة إما نعمة للإنسان أو نقمة عليه، هذه الحياة التي عاشها الأولون وعاشها الآباء و الأجداد، وعاشها السابقون فصاروا إلى الله عز وجل بما كانوا يفعلون، الحياة معناها كل لحظة تعيشها وكل ساعة تقضيها، ونحن في هذه اللحظة نعيش حياة إما لنا و إما علينا، فالرجل الموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها، فهي و الله حياة طالما أبكت أناسا فما جفت دموعهم، وطالما أضحكت أناسا فما ردت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم، الحياة أحبتي في الله جعلها الله ابتلاء واختبارا، وامتحانا تظهر فيه حقائق العباد، ففائز برحمة الله سعيد، و محروم من رضوان الله شقي طريد، كل ساعة تعيشها إما إن يكون الله راض عنك في هذه الساعة التي عشتها، وإما و العكس والعياذ بالله، فإما أن تقربك من الله وإما إن تبعدك من الله، وقد تعيش لحظة واحدة من لحظات حب الله وطاعة الله تغفر بها سيئات الحياة، وتغفر بها ذنوب العمر، وقد تعيش لحظة واحة تتنكب فيها عن صراط الله وتبتعد فيها عن طاعة الله تكون سببا في شقاء الإنسان حياتها كلها، نسال الله السلامة و العافية.

فهذه الحياة فيها داعيان:

    داعي إلي رحمة الله، وداعي إلي رضوان الله، وداعي إلى محبة الله.

  وأما الداعي الثاني فهو داعي إلى ضد ذالك، شهوة أمارة بالسوء أو نزوة داعية إلى خاتمة السوء.

والإنسان قد يعيش لحظة من حياته يبكي فيها بكاء الندم على التفريط في جنب ربه، يبدل الله بذالك البكاء سيئاته حسنات، وكم من أناس أذنبوا، وكم من أناس أساؤا، وكم من أناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم، فكانوا بعيدين عن رحمة الله، غريبين عن رضوان الله، وجاءتهم تلك الساعة و اللحظة، فهي التي نعنيها بالحياة الطيبة، لكي تراق منه دمعة الندم، ولكي يلتهب في القلب داعي الألم، فيحس الإنسان انه قد طالت عن الله غربته، و قد طالت عن الله غيبته، لكي يقول إني تائب إلى الله منيب إلى رحمته ورضوانه، وهذه الساعة هي الساعة التي هي مفتاح السعادة للإنسان، ساعة الندم، وكما يقول العلماء إن الإنسان قد يذنب ذنوبا كثيرة ولكن إذا صدق ندم، ومن صدقت توبته بدل الله سيئاته حسنات، فأصبحت حياته طيبة بطيب ذالك الندم، وبصدق مايجده في نفسه من الشجي والألم، فنسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يحي في قلوبنا هذا الداعي الى رحمته وهذا الألم الذي نحسه من التفريط في جنبه.

 أحبتي في الله كل واحد منا نريده أن يسأل سؤالا، أن يسأل نفسه عن الليل و النهار، كم يسهر من الليالي؟ وكم يقضي من الساعات؟ كم ضحك في هذه الحياة؟ وهل هذه الضحكة ترضي الله عز وجل عنه؟ وكم تمتع في هذه الحياة؟ وهل هذه المتعة ترضي الله عز وجل عنه؟ وكم سهر؟ وهل هذا السهر يرضي الله عز وجل عنه؟ وكم وكم؟ سؤال يسأل به نفسه، وقد يبادر الإنسان، لماذا أسأل هذا السؤال؟ نعم تسأل هذا السؤال لأنه ما من طرفة عين و لا لحظة تعيشها إلا و أنت تتقلب في نعمة الله، فمن الحياء مع الله و الخجل مع الله أن يستشعر الإنسان عظيم نعمة الله عليه، من الحياء و الخجل أن نحس أننا نطعم طعام الله، وأننا نستقي من شراب خلقه الله، وأننا نستظل بسقفه وأننا نمشي على فراشه وأننا نتقلب في رحمته، فما الذي نقدمه في جنبه؟ يسال الإنسان نفسه، يقول الأطباء إن في قلب الإنسان مادة لو زادت واحد في المائة أو نقصت واحد في المائة مات قي لحظته، فأي لطف وأي رحمة، وأي عطف و أي حنان من الله يتقلب فيه الإنسان، يسال الإنسان نفسه عن رحمة الله فقط، إذا أصبح الإنسان وسمعه معه وبصره معه و قوته معه، فمن الذي حفظ له سمعه؟ ومن الذي حفظ له بصره؟ ومن الذي حفظ له عقله؟ ومن الذي حفظ له روحه؟ يسال نفسه من الذي حفظ هذه الأشياء؟ من الذي يمتع بالصحة و العافية؟ الناس المرضى على الأسرة البيضاء يتأوهون  ويتألمون، والله يتحبب إلينا بهذه النعم، يتحبب إلينا بالصحة، بالعافية، بالأمن، بالسلامة، كل ذالك فقط لكي نعيش هذه الحياة الطيبة.
 الله تعالى يريد من عبده أمرين: الأمر الأول فعل فرائضه، و الأمر الثاني ترك نواهيه وزواجره. ومن قال إن القرب من الله عز وجل فيه الحياة الأليمة أو فيه الضيق فقد اخطأ الظن بالله، والله إذا ماطابت الحياة بالقرب من الله عز وجل فلن تطيب بشيء سواه، وإذا ماطابت بفعل فرائض الله  وترك محارم الله فو الله لا تطيب بشيء سواه، ويجرب الإنسان متع الحياة كلها فانه والله لن يجد أطيب من متعة العبودية لله، بفعل فرائض الله وترك محارم الله، أنت مأمور بأمرين : إما أن يأتيك الأمر افعل أو لا تفعل، إذا جئت تفعل أي شيء في هذه الحياة فسال نفسك هل الله عز وجل أذن لك بفعل هذا الشيء أو لم يأذن لك؟ أي شيء تفعله، فالأجساد ملك لله، و القلوب ملك لله، والأرواح ملك لله، ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتقدم أو يتأخر يسأل نفسه، هل الله راض عنه إذا تقدم؟ فليتقدم، أو الله غير راض عنه؟  فليتأخر، فو الله ما تأخر إنسان ولا تقدم وهو يرجو رحمة الله إلا أسعده الله، ولذالك السعادة الحقيقية للحياة الطيبة تكون في القرب من الله، القرب من من؟ من ملك الملوك وجبار السماوات و الأرض، الأمر أمره و الخلق خلقه و التدبير تدبيره، و لذالك تجد الإنسان دائما في قلق و في تعب، تجد الشخص يتمتع بكل الشهوات، ولكن والله تجد ألذ الناس بالشهوات أكثرهم آلاما نفسيا، وأكثرهم قلقا نفسيا، وأكثرهم ضجرا بالحياة، واذهب وابحث عن أغنى الناس تجده أتعب الناس في الحياة، لماذا ؟ لأن الله جعل راحة الأرواح في القرب منه، وجعل لذة الحياة في القرب منه، وجعل أنس الحياة في الأنس به سبحانه وتعالى، والصلاة الواحدة يفعلها الإنسان من فرائض الله بمجرد ما ينتهي من ركوعه وسجوده وعبوديته لربه، بمجرد ما يخرج من مسجده، يحس براحة نفسية، والله لو بذل لها أموال الدنيا ما استطاع لها سبيلا.
الحياة الطيبة في القرب من الله، الحياة الهنيئة في القرب من الله، إذا كان ماطابت الحياة بالقرب من الله فبمن تطيبا

لمرجع 

http://sciences-islamiques.over-blog.com/article-54144834.html

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article