Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

ولاة أمورنا من أنفسنا

Publié le par Ahmed Miloud

حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم، فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم، وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق،    وبخلوا  بها عليهم، وإن أخذوا

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

أما بعد:

 

فقد أمرنا الله -عز وجل- في كتابه الكريم وفي أكثر من آية أن ننظر ونتدبر في سننه سبحانه التي لا تتبدل ولا تتحول كي نعتبر بها ونسير في ضوئها ونفسر بها ما يحل بنا من مصائب وأحداث ويهدينا الله بها إلى سبيل الخروج منها والسلامة من عواقبها ومآلاتها، قال الله -عز وجل-: (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [آل عمران: 137]، وقال سبحانه: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر: 43].

 

وإن من سنن الله -عز وجل- التي لا تتبدل ولا يستثنى منها أحد من خلقه الآية التي اخترتها عنواناً لهذه المقالة، وهي: قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129].

 

وقبل الدخول في تفسير بعض الأحداث المعاصرة في ضوء هذه الآية الكريمة والسنة العادلة الحكيمة؛ أذكر هنا بعض أقوال المفسرين في بيانهم لمعنى هذه الآية المتضمنة لسنة من سنن الله العظيمة؛ يقول القرطبي -رحم الله تعالى-: "وهذا تهديد للظالم إن لم يمتنع عن ظلمه سلط الله عليه ظالماً آخر، ويدخل في الآية جميع من يظلم نفسه أو يظلم الرعية، أو التاجر يظلم الناس في تجارته أو السارق، وغيرهم"، وقال فضيل بن عياض: "إذا رأيت ظالماً ينتقم من ظالم فقف وانظر فيه متعجباً"، وقال ابن عباس: "إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم، وإذا سخط الله على قوم ولى أمرهم شرارهم".

 

وفي الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أعان ظالماً سلطه الله عليه"، قال ابن عباس: تفسيرها "هو أن الله إذا أراد بقوم شرا ولى أمرهم شرارهم" يدل عليه قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشورى: 30]([1])، ويقول الرازي -رحمه الله تعالى-: "المسألة الثانية: الآية تدل على أن الرعية متى كانوا ظالمين، فالله -تعالى- يسلط عليهم ظالماً مثلهم فإن أرادوا أن يتخلصوا من ذلك الأمير الظالم فليتركوا الظلم"([2])، ويقول الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى-: "أي كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالماً مثله يؤزه إلى الشر ويحثه عليه ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها. والذنب ذنب الظالم فهو الذي أدخل الضرر على نفسه وعلى نفسه جنى: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) [فصلت: 46]، ومن ذلك: أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم، ومنعهم الحقوق الواجبة ولى عليهم ظلمة يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين. كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا أصلح الله رعاتهم، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف"([3]).
 

نخلص من أقوال المفسرين في شرحهم لمعنى الآية الكريمة: أن من سنن الله -عز وجل- الماضية في عباده والتي لا تتبدل ولا تتحول أن الأمة إذا فشا فيها الظلم والمعاصي بين أفرادها، ولا سيما المعاصي الظاهرة وقل الإنكار لها، فإن الله -عز وجل- يسلط عليهم ظالما أقوى منهم يظلمهم، ويضيق عليهم في عيشهم وأرزاقهم، ويمنع عنهم حقهم، ويضرب عليهم الضرائب والمكوس التي تسبب لهم المشقة والعناء والعنت في حياتهم. ويشهد لهذا قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير) [الشورى: 30]، وقوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]، ولا يعني هذا تبرئة الظالم المتسلط على الناس من حاكم أو وال أو رئيس ومدير أو تبريرا لظلمه فإنه ظالم آثم بمنعه الناس حقوقهم وبفرضه عليهم ما لم يفرضه الله -عز وجل- عليهم.

 

ولكن المراد تفسير ما يحدث وبيان سنة الله -عز وجل- في أن الظالمين لأنفسهم بالمعاصي وللناس بمنعهم حقوقهم إذا أصروا على ذلك، فإن الله -عز وجل- يسلط عليهم من هو أظلم منهم جزاء معاصيهم وظلمهم لعلهم يتوبون ويرجعون: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].

 

بل إن الله -عز وجل- وفي ضوء هذه السنة يسلط على الحاكم المستبد الذي يظلم رعيته، وينشر فيهم الفساد ظالم أظلم منه وأقوى، يستبيح البلاد، ويدمر اقتصادها، ويذل ولاتها، وهكذا تعمل هذه السنة الإلهية في تسليط الظالمين بعضهم على بعض، وصدق الله العظيم: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129].

 

واقعنا في ضوء هذه السنة:

 

إنه لا يخفى ما تعانيه اليوم الشعوب المسلمة في بلدانها من نقص في الأموال والثمرات، وما يفرضه حكام هذه الشعوب عليهم من ضرائب ومكوس، وتضييق عليهم في أرزاقها ومعيشتها، فانتشرت البطالة والغلاء الفاحش في الأرزاق، وأصبح الناس في ضيق من الحال، وعاشوا حياة العنت في أرزاقهم ومعايشهم.

 

وانقسم الناس في مواقفهم من هذه المصائب ومواجهتهم لها إلى فريقين:

 

الفريق الأول: وهم الأكثرون الذين نظروا إلى ما حل بهم من النقص في الأموال والأرزاق وغلاء المعيشة بأنه ظلم حل بهم من أصحاب القرار، ولا شك أنه ظلم، ولكن مصيبة هذا الفريق أنهم وقفوا عند الحديث عن مظلوميتهم، وألقوا بالأسباب كلها على من ظلمهم، ولم يسألوا أنفسهم: لماذا حل بنا هذا الظلم؟ وما هي أسبابه؟ وهل نحن جزء من هذه الأسباب؟

 

إن هذا البعد قد غيبه هذا الفريق عن عقولهم، ونظروا إلى أنفسهم، وكأنهم أولياء لله صالحون ليس لهم من الذنوب ما يعاقبون بسببها.

 

وبسبب هذه النظرة المادية إلى ما يحدث من المصائب تخلف العلاج الصحيح لهذه المصيبة، وأخطأوا الطريق الصحيح الذي يرفع الله بها البلاء عن الناس، وكان من جراء ذلك أن بات الناس يدوكون ويخوضون في مجالسهم، وفي مواقع التواصل الاجتماعي فيما حل بهم، ولماذا يكون كذا؟ ولماذا لا يكون كذا؟ وأخطأ فلان، وأصاب فلان، وطرف يتظلم، وآخر يبرر، وظهر على الناس الهلع والخوف على الأرزاق، وماذا يخفي المستقبل لهم، وغير هذا من التخوفات والتحليلات.

 

وأكرر هنا ما ذكرته آنفاً من أن هذا ليس مبرراً ولا تبرئة لظلم المتسلطين، فهم جزء من أسباب المصيبة، وليس كلها.
 

الفريق الثاني: وهم الفريق الذي استضاءوا بنور القرآن الكريم وما فيه من كلام رب العالمين الذي هو الحق المبين، وتدبروا سنته سبحانه التي قد خلت في عباده، وساروا في ضوئها، وفسروا الأسباب والحوادث بمقتضاها، ومن ذلك قوله سبحانه: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129]، وقوله سبحانه: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى: 30]، ورأو أنه ما وقع بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبه، وفي ضوء ذلك رأو أن الظلم الذي يسلط على الناس من سلاطينهم لم يحصل عبثاً ولا لمجرد خطأ وظلم فحسب من أصحاب القرار، وإنما هي سنة الله -عز وجل- في تسليط الولاة على رعاياهم بأنواع من الظلم بسبب ما أحدثوه من المعاصي والبدع والمظالم بينهم، جزاءً وفاقا، وذلك بسبب ظلمهم لأنفسهم ولغيرهم، كما مر بنا آنفاً في أقوال المفسرين لآية الأنعام، وإن هذه النظرة الشرعية الصحيحة من هذا الفريق تقودهم بإذن الله -عز وجل- إلى معرفة المخرج والطريق الذي يسلكونه ليرفع الله ما حل بهم من المصائب ألا وهي: التوبة إلى الله -تعالى-، والإنابة إليه، والإقلاع عن موجبات العقوبة والبلاء، قال الله -عز وجل-: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ? وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 43 – 45].

لقد أرشدنا الله -عز وجل- في هذه الآية التي تفزع منها قلوب المؤمنين إلى أسباب رفع البلاء إذا حل بالناس، وذلك في قوله تعالى: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) أي هلا  تابوا وأقلعوا عن ذنوبهم التي كانت سبباً في نزول البلاء، فإن الله -عز وجل- يرفع بالتوبة المحن والمصائب عن الناس؛ كما قال علي -رضي الله عنه-: "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة".

 

ثم حذرنا الله -عز وجل- من التمادي في الذنوب وعدم التوبة منها، فإن هذا يدل على قسوة القلوب واستكبارها، واتباع خطوات الشيطان وتزيينه، قال سبحانه: (وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 43].

 

ثم حذرنا الله -عز وجل- من مكره واستدراجه للناس في حال عدم تضرعهم وتوبتهم إلى الله -عز وجل- فقال: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 44 – 45].

 

إن الله -عز وجل- في هذه الآيات يتوعد الذين لم ترجعهم المصائب إلى الله -عز وجل- فيتوبوا من ذنوبهم بفتنة وبلية أخرى هي أشد من فتنة الضراء ألا وهي: فتنة السراء، وفتح أبواب الدنيا والنعم والترف عليهم، حتى إذا فرحوا بها، وظنوا أنهم قادرون عليها جاءتهم العقوبة الماحقة التي تهون عندها المصيبة الأولى سواء في شدتها أو في كونها تأتي إلى الناس بغتة، لم يحسبوا لها حساباً، نسأل الله -عز وجل- السلامة والعافية.

ومثل هذه الآية في معناها قوله تعالى في سورة الأعراف: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 94 – 96]، والمتدبر لآيتي الأنعام والأعراف يرى في آية الأنعام أن الله -عز وجل- ذكر في فتنة السراء والاستدراج: (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)، ولكن بدون بركة، بينما في سورة الأعراف قال في نعمة التقوى وطاعة الله وثمرتها: (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) فذكر البركة هنا، فهلا تدبرنا هذه الآيات ومثيلاتها التي تفزع منها قلوب الذين يخشون ربهم، ويقفون مع سنته التي لا تتبدل ولا تتحول؟

 

وقد يرى بعض الناس أن في هذا الكلام مبالغة في التخويف ومبالغة في ذكر الذنوب وكونها هي السبب فيما نعيشه من مصائب.

 

والحقيقة أن ذلك هو الواقع وهو قول رب العالمين الذي بيده الخلق والأمر وهو الحكيم العليم، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشورى: 30].

 

ولكي ندرك خطورة الأمر، وكثرة المعاصي اليوم في مجتمعات المسلمين أذكر على سبيل المثال بعض هذه المعاصي والمنكرات الظاهرة:

ألم ينتشر الشرك الأكبر والسحر والشعوذة في أكثر بلاد المسلمين؟ ألم تنتشر البدع والمحاكم التي يتحاكم فيها الناس إلى قوانين البشر التي لم يأذن بها الله؟ ألم يتساهل كثير من الناس بشأن الصلاة والزكاة وهما أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين؟ ألم يقع بعض المسلمين في عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وظلم العباد؟ ألم يفش الربا الخبيث في معاملات كثيرة بين المسلمين؟ ألم يقع بعض المسلمين في تعاطي المسكرات والمخدرات وكثرة الغش في المعاملات، ووجد من يبخس الناس حقوقهم، ويأكل أموالهم بالباطل، ويتعاطى الرشوة التي لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الساعي فيها ودافعها وآخذها؟ ألم يكثر الفجور في الخصومات والزور في الشهادات؟ ألم يتساهل كثير من النساء بالحجاب ويتبرجن بزينة الثياب؟ ألم يوجد الزنا والخبث وكثرة وسائله الخبيثة الماكرة من قنوات ومجلات خليعة تدعوا إلى الفاحشة وتحببها للنفوس وتزينها، وامتلأت بيوت المسلمين من الفضائيات التي تنشر العفن والفساد، فقلت بذلك الغيرة على الدين والعرض، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ألم يظلم بعض الناس العمالة التي تحت أيديهم بتكليفهم ما لا يطاق أو بعدم الوفاء بعقودهم، أو بمنعهم أجورهم ورواتبهم المستحقة لهم، ومع كثرة هذه المنكرات فإن المنْكر لها قليل؟

 

وقد قضى الله -سبحانه- في كتابه سنة ثابتة هي قوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، فالتغيير يبدأ من داخل أنفسنا قبل أن نسقط أسباب مصائبنا على غيرنا.

 

فالله -عز وجل- يخبرنا في هذه الآية: أنه لا يغير النعم التي أنعم بها على العبد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه، فيغير طاعة الله بمعصيته، وشكره بكفره، فإذا غير غُير عليه جزاءً وفاقاً: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) [فصلت: 46]، فإن غير المعصية بالطاعة، وتاب الى الله -عز وجل- غير الله العقوبة بالعافية، والذل بالعز([4]).

 

ومن العجيب الغريب: أننا نشاهد ذلك في أنفسنا وعلى غيرنا، ومع ذلك لا نتعظ إلا من رحم الله -تعالى- ، يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "ومن العجيب: علم العبد بذلك مشاهدة في نفسه وغيره وسماعاً لما غاب عنه من أخبار من أزيلت نعم الله عنهم بمعاصيه، وهو مقيم على معصية الله كأنه مستثنى من هذه الجملة أو مخصوص من هذا العموم، وكأن هذا الأمر جار على الناس لا عليه، وواصل إلى الخلق لا إليه، فأي جهل أبلغ من هذا؟ وأي ظلم للنفس فوق هذا، فالحكم لله العلي الكبير"([5]).

ونعود بعد ذلك إلى مسألة: تسليط الظالمين بعضهم على بعض بما كانوا يكسبون، لأنقل هنا كلاماً نفيساً لابن القيم -رحمه الله تعالى- وكأنه يعيش واقعنا ومصائبنا، يقول رحمه الله -تعالى-: "وتأمل حكمة الله -عز وجل- في حبس الغيث عن عباده، وابتلائهم بالقحط إذا منعوا الزكاة، وحرموا المساكين، كيف جوزوا على منع ما للمساكين قبلهم من القوت بمنع الله مادة القوت والرزق، وحبسها عنهم، فقال لهم بلسان الحال: منعتم الحق فمنعتم الغيث، فهلا استنزلتموه ببذل ما لله قبلكم، وتأمل حكمة الله -تعالى- في صرفه الهدى والايمان عن قلوب الذين يصرفون الناس عنه فصدهم عنه كما صدوا عباده صدا بصد، ومنعا بمنع، وتأمل حكمته تعالى في محق أموال المرابين، وتسليط المتلفات عليها كما فعلوا بأموال الناس، ومحقوها عليهم، وأتلفوها بالربا؛ جوزوا إتلافا بإتلاف، فقل أن ترى مرابيا إلا وآخرته إلى محق وقلة وحاجة، وتأمل حكمته تعالى في تسليط العدو على العباد إذا جار قويهم على ضعيفهم، ولم يؤخذ للمظلوم حقه من ظالمه، كيف يسلط عليهم من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم وضعفائهم سواء بسواء، وهذه سنة الله -تعالى- منذ قامت الدنيا إلى أن تطوى الأرض، ويعيدها كما بدأها، وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم، فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكلما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمالهم ظهرت في صور أعمالهم، وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم، ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شابت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز، فضلا عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها، ومن له فطنة إذا سافر بفكره في هذا الباب رأى الحكمة الإلهية سائرة في القضاء والقدر، ظاهرة وباطنة فيه، كما في الخلق والأمر سواء، فإياك أن تظن بظنك الفاسد أن شيئا من أقضيته وأقداره عارٍ عن الحكمة البالغة، بل جميع أقضيته تعالى وأقداره واقعة على أتم وجوه الحكمة والصواب"([6]).

 

وأنبه هنا وأكرر ما ذكرته في الأوراق السابقة من أن هذا التقرير من ابن القيم -رحمه الله تعالى- لا يعني تبرئة السلطان الظالم، وتبرير ظلمه، كلا، فهو مشارك في الظلم، وإنما المقصود التنبيه على أن لا يبرأ الناس أنفسهم ويزكوها، بل عليهم أن يعلموا أن المعاصي التي تظهر في حياتهم مع الإصرار والمجاهرة هي سبباً في تسليط الظالم عليهم.

 

مسألة أخيرة:

إن مما يؤسف له أن كثيرا منا يرى حرمات الله تنتهك، وحدوده تضاع، ومع ذلك لا نرى الغيرة على ذلك، ولا نرى الهم والتحرك لإنكارها، وكأن الأمر شأن لا يعنينا، بينما إذا مست أرزاقنا ودنيانا الفانية، وطعام بطوننا، فإن الأمر يتغير، حيث نعلن حالة الطوارئ، ويصيبنا الخوف والهلع، ونبذل كل وسيلة ممكنة لتغير ما أصابنا. فماذا تدل عليه هذه المفارقات؟ إنها تدل وبكل وضوح على أن اهتمامنا بديننا يأتي في آخر سلم الاهتمامات هذا إن أتى، وإلا فاهتمامنا بدنيانا ومعاشنا ومآكلنا ومشاربنا هي في أول الاهتمامات، وهذا من الذنوب، يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان؟ شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟ وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء -مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم- قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب; فإنه القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل"([7]).

ويقول ابن عقيل -رحمه الله تعالى-: "من عجيب ما نقدت من أحوال الناس كثرة ما ناحوا على خراب الديار، وموت الأقارب والأسلاف، والتحسر على الأرزاق بذم الزمان وأهله، وذكر نكد العيش فيه، وقد رأوا من انهدام الإسلام، وشعث الأديان، وموت السنن، وظهور البدع، وارتكاب المعاصي، وتقضي العمر في الفارغ الذي لا يجدي، والقبيح الذي يوبق ويؤذي، فلا أجد منهم من ناح على دينه، ولا بكى على فارط عمره، ولا أسى على فائت دهره، وما أرى لذلك سببا إلا قلة مبالاتهم بالأديان، وعظم الدنيا في عيونهم، ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون بالبلاغ، وينوحون على الدين"([8]).

 

اللهم ارزقنا توبة نصوحاً، ومغفرة من عندك ترفع بها مصائبنا في الدنيا، وتدفع بها عنا عذابك يوم تبعث عبادك ، والحمد لله رب العالمين.

 

([1]) تفسير القرطبي (7/76).

(([2] تفسير الرازي (13/ 15).

([3]) تفسير السعدي، ص: (273).

([4]) انظر: الجواب الكافي، ص: (105) باختصار وتصرف يسير.

 ([5])الجواب الكافي، ص: (45).

([6]) مفتاح دار السعادة (1/234 – 254).

([7]) إعلام الموقعين (2/177)

([8]) الآداب الشرعية لابن مفلح (2/345

: المرجع 

https://khutabaa.com/وعي-الخطيب/مقالات-في-الوعي/210331

 

 لم يترك نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ينفع أمته إلا ودلهم عليه، ولم يترك شرًّا إلا وحذرهم منه، وفي حديثٍ جامعٍ لأسباب هلاك الأمم وزوالها، يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته وينذرها من خمس خصال مهلكة، فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواهابن ماجه في سننه.

هذا الحديث العظيم الجامع يتضمن أوصافاً خمسة أو خصالاً خمس، إذا وقعت فيها الأمة، أتاها العذاب من الله سبحانه وتعالى معجلاً في الدنيا، بخلاف ما ينتظرها في الآخرة من الوعيد.

الخصلة الأولى: (لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا)، حذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من خطر ارتكاب الفاحشة وإظهارها والتمادي فيها، لأن ذلك ينتج عنه انتشار الطاعون والأمراض الفتاكة التي لم يسبق ظهورها في أسلافنا من الأمم، وقد ظهر تصديق ذلك بظهور طاعون العصر (الإيدز) والأمراض الجنسية الفتاكة، نتيجة ممارسة العلاقات المحرمة من زنا ولواط وغير ذلك.

وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمنهجٍ لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستقذرها، وإنما ينظمها ويطهرها، ويرفعها عن المستوى الحيواني والبهيمي، ويرقِّيها إلى أسمى المشاعر والعواطف، التي تليق بالإنسان كإنسان، ويقيم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس من المشاعر النبيلة الرقيقة الراقية الطاهرة، يقول سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).

ويهيئ ذلك المنهج المناخ الطاهر النظيف ليتنفس المسلم في جو اجتماعي طاهر نقي يتفق مع الفطرة السوية، بل ويحدد كثيراً من الضمانات الوقائية التي تحمي المجتمع المسلم من الوقوع في مستنقع الرذيلة الآسن العفن؛ ثم يعاقب بعد ذلك من ترك هذه الضمانات طائعاً مختاراً، وراح يتمرغ في وحل الرذيلة والفاحشة ليعيث في الأرض الفساد، وهذا هو قمة الخير للإنسانية كلها، لتعيش الجماعة كلها في هدوء وأمان.

ولنا في قوم لوط عبرة وعظة، فقد عاقبهم الله تعالى أشد العقاب، لاتنكاس فطرتهم وخروجهم عن المنهج الذي أمرهم به نبي الله لوط - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -، قال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} (النمل: 54)، فكانت النتيجة {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} (الحجر: 74).

الخصلة الثانية: (ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم) يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من التلاعب بالمكيال والميزان، الذي توعّد الله فاعله بالويل والهلاك ، قال تعالى: {ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} (المطففين: 1-3)، فإذا انتشر ذلك في الأمة، فإنها تعاقب بعقوبات ثلاث:

أولها: منع المطر أو ندرته فتصاب الأرض بالقحط، وإذا أنبتت الأرض فإن الله يبتليهم بالحشرات والديدان والأوبئة التي تهلك الزروع والثمار .

وثانيها: شدة المؤونة، ويكون ذلك بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وضيق العيش.

وثالثها: أن يسلط الله عليهم الحاكم الذي يجور عليهم، ويفرض الضرائب الباهظة، ويكلفهم من الأشياء ما لا قدرة لهم عليه.

الخصلة الثالثة: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا) يشير النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن منع الزكاة وعدم إخراجها أو التحايل على ذلك، تكون عقوبته العاجلة هي منع القطر عنهم، ولولا وجود البهائم ما نزل عليهم المطر من السماء؛ لأنهم لا يستحقونه، لكونهم لم يُخرجوا حق الفقراء في مالهم.

وهذا يوضح سبب الجدب الذي ضرب أطنابه في الأرض، رغم أن الناس يستسقون ويستغيثون الله عز وجل ويطلبون منه المطر، وما ذاك إلا لأن الناس صاروا يتهاونون في إخراج زكاة أموالهم، وحينما يبخل الناس بالزكاة فإن الله تعالى يمنع عنهم المطر، الذي هو وسيلة لحياتهم، ولولا رحمة الله عز وجل بالبهائم ما أُمطِرت الأرض أبداً.

الخصلة الرابعة: (ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم) وفيها تحذير من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته من نقض العهد والميثاق، وعاقبة ذلك أن الله يسلط عليهم عدوًّا من غير المسلمين، فيأخذون بلاد المسلمين، أو يتحكمون في مقدرات بلاد المسلمين وثرواتهم.

ولا يقتصر الأمر في ذلك على نقض العهود والمواثيق بين الناس، بل يدخل فيه ترك ما أمر الله عز وجل به وارتكاب ما نهى الله عنه.

الخصلة الخامسة: (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) أي: إذا لم يحكموا بحكم الله سبحانه وتعالى، ويأخذون الخير من كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا جعل الله الشقاق والعداوة والتنافر بينهم.

ولذلك فإن من يحاول لمَّ شتات العالم الإسلامي بغير كلمة التوحيد فإنما يحاول مستحيلاً؛ لأن هذه الأمة لن تجتمع إلا على دين الحق، ولن تتوحد إلا على كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، يقول الله تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 137)، وهذا الشقاق سيبقى ما بقي الإعراض عن دين الله عز وجل وتحكيم شريعته، حتى يرجع الناس إلى دين ربهم جل وعلا.

: المرجع

http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=175173

Partager cet article
Repost0

صور إسلامية Images islamiques

Publié le par Ahmed Miloud

  •  
     
    احلى صور بسم الله، اجمل صور
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صور البسملة للمواضيع، تواقيع مكتوب عليها بسم الله، صور مكتوب عليها السلام عليكم، صور رمزية بسم الله والشكر لله، صور جميلة لتزيين والرد على المواضيع

     


    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431703_658.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431697_408.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431702_334.gif


    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431697_110.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431695_782.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431700_503.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431696_640.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431696_984.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431695_670.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431699_852.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431698_370.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_627.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431698_129.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431700_957.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431696_469.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431701_109.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431699_429.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431701_855.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431701_557.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431702_727.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431703_192.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_878.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431693_726.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_177.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_286.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_418.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_954.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_848.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_244.gif

    صور البسملة بسم الله الرحمن الرحيم متحركة 2019 رمزيات صور مكتوب عليها السلام عليكم مزخرفة لتزيين المواضيع 2020 elmstba.com_1457431694_420.gif
     
  •  12-07-2011

Publié dans Images islamiques

Partager cet article
Repost0

عن ذكر الله جل جلاله 

Publié le par Ahmed Miloud

 

الشقاء و التعاسة لمن غفل عن ذكر الله​​

 "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ." (طه، 124)

( ومن أعرض عن ذكري )أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره [ ضيق ] حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : الشقاء .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : كل مال أعطيته عبدا من عبادي ، قل أو كثر ، لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة . ويقال : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت معيشتهم ضنكا; [ و ] ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم ، من سوء ظنهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك .(تفسير ابن كثير

 السعادة الدنيوية و الأبدية في ذكر الله تبارك و تعالى 

"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ." (الرعد، 28)
أي : تطيب وتركن إلى جانب الله ، وتسكن عند ذكره ، وترضى به مولى ونصيرا; ولهذا قال : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) أي : هو حقيق بذلك .(تفسير ابن كثير)


تفاسير أخرى لهذه الأية الكريمة 


عربى - نصوص الآيات : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
عربى - التفسير الميسر : ويهدي الذين تسكن قلوبهم بتوحيد الله وذكره فتطمئن، ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس.

السعدى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين فقال: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.
{ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام.
{ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } وهذا إنما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره، وتدبر غيره من أنواع العلوم، فإنه يجد بينها وبينه فرقا عظيما.

الوسيط لطنطاوي : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ثم رسم القرآن سورة مشرقة للقلوب المؤمن ، وللجزاء الحسن الذى أعده الله لها فقال - تعالى - ( الذين آمَنُواْ ) حق الإِيمان ، ( وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله ) أى : تستقر قلوبهم وتسكن ، بسبب تدبرهم لكلامه المعجز وهو القرآن الكريم وما فيه من هدايات .وإطلاق الذكر على القرآن الكريم ورد فى آيات منها قوله - تعالى - ( وهذا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ) وقوله - تعالى - ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وقوله : ( أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب ) أى : ألا بذكره وحده دون غيره من شهوات الحياة تسكن القلوب أنساً به ، ومحبة له .

ويصح أن يراد بذكر الله هنا ما يشمل القرآن الكريم ، ويشمل ذكر الخالق - عز وجل - باللسان ، فإن إجراءه على اللسان ينبه القلوب على مراقبته - سبحانه - كما يصح أن يراد به خشيته - سبحانه - ومراقبته بالوقوف عند أمره ونهيه .
إلا أن الأظهر هنا أن يراد به القرآن الكريم ، لأنه الأنسب للرد على المشركين الذين لم يكتفوا به كمعجزة دالة على صدقه - صلى الله عليه وسلم - وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه .
واختيرالفعل المضارع فى قوله - سبحانه - ( تطمئن ) مرتين فى آية واحدة ، للإشارة إلى تجدد الاطمئنان واستمراره ، وأنه لا يتخلله شك ولا تردد .
وافتتحت جملة ( أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب )بأداة الاستفتاح المفيدة للتنبيه ، للاهتمام بمضمونها ، وللإِغراء بالإِكثار من ذكره - عز وجل - ، ولإِثارة الكافرين إلى الاتسام بسمة المؤمنين لتطمئن قلوبهم .
ولا تنافى بيه قوله - تعالى - هنا ( أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب ) وبين قوله فى سورة الأنفال ( إِنَّمَا المؤمنون الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ . . . )أى : خافت .
لأن وجلهم إنما هو عند ذكر الوعيد والعقاب والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب . أو وجلت من هيبته وخشيته - سبحانه - وهو لا ينافى اطمئنان الاعتماد والرجاء .
البغوى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
( الذين آمنوا ) في محل النصب ، بدل من قوله :" من أناب " ( وتطمئن ) تسكن ( قلوبهم بذكر الله )قال مقاتل : بالقرآن ، والسكون يكون باليقين ، والاضطراب يكون بالشك ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) تسكن قلوب المؤمنين ويستقر فيها اليقين .
قال ابن عباس : هذا في الحلف ، يقول : إذا حلف المسلم بالله على شيء تسكن قلوب المؤمنين إليه .
فإن قيل : أليس قد قال الله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ( الأنفال - 2 ) فكيف تكون الطمأنينة والوجل في حالة واحدة ؟
قيل : الوجل عند ذكر الوعيد والعقاب ، والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب ، فالقلوب توجل إذا ذكرت عدل الله وشدة حسابه ، وتطمئن إذا ذكرت فضل الله وثوابه وكرمه .
ابن كثير : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ) أي : تطيب وتركن إلى جانب الله ، وتسكن عند ذكره ، وترضى به مولى ونصيرا; ولهذا قال : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) أي : هو حقيق بذلك .

القرطبى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
قوله تعالى : " الذين آمنوا " الذين في موضع نصب ، لأنه مفعول ; أي يهدي الله الذين آمنوا . وقيل بدل من قوله : من أناب فهو في محل نصب أيضا . وتطمئن قلوبهم بذكر الله أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن ; قال : أي وهم تطمئن قلوبهم على الدوام بذكر الله بألسنتهم ; قال قتادة : وقال مجاهد وقتادة وغيرهما : بالقرآن . وقال سفيان بن عيينة : بأمره . مقاتل : بوعده . ابن عباس : بالحلف باسمه ، أو تطمئن بذكر فضله وإنعامه ; كما توجل بذكر عدله وانتقامه وقضائه . وقيل : بذكر الله أي يذكرون الله ويتأملون آياته فيعرفون كمال قدرته عن بصيرة .

ألا بذكر الله تطمئن القلوب أي قلوب المؤمنين . قال ابن عباس : هذا في الحلف ; فإذا حلف خصمه بالله سكن قلبه . وقيل : بذكر الله أي بطاعة الله . وقيل : بثواب الله . وقيل : بوعد الله . وقال مجاهد : هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الطبرى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ بالتوبة الذين آمنوا .

يقول الله تبارك و تعالى في موضع أخر من القرأن الكريم ؛
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ." (الحشر، 19/18)
يقول الطبري في تفسيره :
قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ووحدوه، اتقوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وقوله: ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصالحات التي تنجيه أم من السيئات التي توبقه؟
وقوله: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ )يقول: وخافوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يقول: إن الله ذو خبرة وعلم بأعمالكم خيرها وشرّها، لا يخفى عليه منها شيء، وهو مجازيكم على جميعها.
القول في تأويل قوله تعالى : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)
يقول تعالى ذكره: ولا تكونوا كالذين تركوا أداء حقّ الله الذي أوجبه عليهم (فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )يقول: فأنساهم الله حظوظ أنفسهم من الخيرات.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )قال: نَسُوا حقّ الله، فأنساهم أنفسَهم؛ قال: حظّ أنفسهم.
وقوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الذين نسوا الله، هم الفاسقون، يعني الخارجون من طاعة الله إلى معصيته.

منقول

 أحمد ميلود 


 

Partager cet article
Repost0

عن ذكر الله جل جلاله 

Publié le par Ahmed Miloud

 

الشقاء و التعاسة لمن غفل عن ذكر الله​​

 "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ." (طه، 124)

( ومن أعرض عن ذكري )أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره [ ضيق ] حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : الشقاء .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : كل مال أعطيته عبدا من عبادي ، قل أو كثر ، لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة . ويقال : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت معيشتهم ضنكا; [ و ] ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم ، من سوء ظنهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك .(تفسير ابن كثير

 السعادة الدنيوية و الأبدية في ذكر الله تبارك و تعالى 

"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ." (الرعد، 28)
أي : تطيب وتركن إلى جانب الله ، وتسكن عند ذكره ، وترضى به مولى ونصيرا; ولهذا قال : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) أي : هو حقيق بذلك .(تفسير ابن كثير)


تفاسير أخرى لهذه الأية الكريمة 


عربى - نصوص الآيات : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
عربى - التفسير الميسر : ويهدي الذين تسكن قلوبهم بتوحيد الله وذكره فتطمئن، ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس.

السعدى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين فقال: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.
{ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام.
{ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } وهذا إنما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره، وتدبر غيره من أنواع العلوم، فإنه يجد بينها وبينه فرقا عظيما.

الوسيط لطنطاوي : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ثم رسم القرآن سورة مشرقة للقلوب المؤمن ، وللجزاء الحسن الذى أعده الله لها فقال - تعالى - ( الذين آمَنُواْ ) حق الإِيمان ، ( وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله ) أى : تستقر قلوبهم وتسكن ، بسبب تدبرهم لكلامه المعجز وهو القرآن الكريم وما فيه من هدايات .وإطلاق الذكر على القرآن الكريم ورد فى آيات منها قوله - تعالى - ( وهذا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ) وقوله - تعالى - ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وقوله : ( أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب ) أى : ألا بذكره وحده دون غيره من شهوات الحياة تسكن القلوب أنساً به ، ومحبة له .

ويصح أن يراد بذكر الله هنا ما يشمل القرآن الكريم ، ويشمل ذكر الخالق - عز وجل - باللسان ، فإن إجراءه على اللسان ينبه القلوب على مراقبته - سبحانه - كما يصح أن يراد به خشيته - سبحانه - ومراقبته بالوقوف عند أمره ونهيه .
إلا أن الأظهر هنا أن يراد به القرآن الكريم ، لأنه الأنسب للرد على المشركين الذين لم يكتفوا به كمعجزة دالة على صدقه - صلى الله عليه وسلم - وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه .
واختيرالفعل المضارع فى قوله - سبحانه - ( تطمئن ) مرتين فى آية واحدة ، للإشارة إلى تجدد الاطمئنان واستمراره ، وأنه لا يتخلله شك ولا تردد .
وافتتحت جملة ( أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب )بأداة الاستفتاح المفيدة للتنبيه ، للاهتمام بمضمونها ، وللإِغراء بالإِكثار من ذكره - عز وجل - ، ولإِثارة الكافرين إلى الاتسام بسمة المؤمنين لتطمئن قلوبهم .
ولا تنافى بيه قوله - تعالى - هنا ( أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب ) وبين قوله فى سورة الأنفال ( إِنَّمَا المؤمنون الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ . . . )أى : خافت .
لأن وجلهم إنما هو عند ذكر الوعيد والعقاب والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب . أو وجلت من هيبته وخشيته - سبحانه - وهو لا ينافى اطمئنان الاعتماد والرجاء .
البغوى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
( الذين آمنوا ) في محل النصب ، بدل من قوله :" من أناب " ( وتطمئن ) تسكن ( قلوبهم بذكر الله )قال مقاتل : بالقرآن ، والسكون يكون باليقين ، والاضطراب يكون بالشك ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) تسكن قلوب المؤمنين ويستقر فيها اليقين .
قال ابن عباس : هذا في الحلف ، يقول : إذا حلف المسلم بالله على شيء تسكن قلوب المؤمنين إليه .
فإن قيل : أليس قد قال الله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ( الأنفال - 2 ) فكيف تكون الطمأنينة والوجل في حالة واحدة ؟
قيل : الوجل عند ذكر الوعيد والعقاب ، والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب ، فالقلوب توجل إذا ذكرت عدل الله وشدة حسابه ، وتطمئن إذا ذكرت فضل الله وثوابه وكرمه .
ابن كثير : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ) أي : تطيب وتركن إلى جانب الله ، وتسكن عند ذكره ، وترضى به مولى ونصيرا; ولهذا قال : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) أي : هو حقيق بذلك .

القرطبى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
قوله تعالى : " الذين آمنوا " الذين في موضع نصب ، لأنه مفعول ; أي يهدي الله الذين آمنوا . وقيل بدل من قوله : من أناب فهو في محل نصب أيضا . وتطمئن قلوبهم بذكر الله أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن ; قال : أي وهم تطمئن قلوبهم على الدوام بذكر الله بألسنتهم ; قال قتادة : وقال مجاهد وقتادة وغيرهما : بالقرآن . وقال سفيان بن عيينة : بأمره . مقاتل : بوعده . ابن عباس : بالحلف باسمه ، أو تطمئن بذكر فضله وإنعامه ; كما توجل بذكر عدله وانتقامه وقضائه . وقيل : بذكر الله أي يذكرون الله ويتأملون آياته فيعرفون كمال قدرته عن بصيرة .

ألا بذكر الله تطمئن القلوب أي قلوب المؤمنين . قال ابن عباس : هذا في الحلف ; فإذا حلف خصمه بالله سكن قلبه . وقيل : بذكر الله أي بطاعة الله . وقيل : بثواب الله . وقيل : بوعد الله . وقال مجاهد : هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
الطبرى : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ بالتوبة الذين آمنوا .

يقول الله تبارك و تعالى في موضع أخر من القرأن الكريم ؛
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ." (الحشر، 19/18)
يقول الطبري في تفسيره :
قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ووحدوه، اتقوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وقوله: ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصالحات التي تنجيه أم من السيئات التي توبقه؟
وقوله: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ )يقول: وخافوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يقول: إن الله ذو خبرة وعلم بأعمالكم خيرها وشرّها، لا يخفى عليه منها شيء، وهو مجازيكم على جميعها.
القول في تأويل قوله تعالى : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)
يقول تعالى ذكره: ولا تكونوا كالذين تركوا أداء حقّ الله الذي أوجبه عليهم (فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )يقول: فأنساهم الله حظوظ أنفسهم من الخيرات.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )قال: نَسُوا حقّ الله، فأنساهم أنفسَهم؛ قال: حظّ أنفسهم.
وقوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الذين نسوا الله، هم الفاسقون، يعني الخارجون من طاعة الله إلى معصيته.

منقول

 أحمد ميلود 


 

Partager cet article
Repost0

مسار الطغاة في القران الكريم

Publié le par Ahmed Miloud

 

مع الاعتراف بأن القرآن الكريم في الأصل هوكتاب هدايةللبشرية , وقد اهتم ببيان وحدانية الله تعالى ووجوب عبادته وطاعته , ونبذ عبادة الأوثان والطواغيت التي كانت – وما زالت – منتشرة في الأرض , إلا أنه مع ذلك اشتمل على جميع نواحي الحياة الإنسانية الدينية والدنيوية , ففيه أحكام الحلال والحرام والسلم والحرب , كما أن فيه من قصص الأمم والأفراد ما يعد كنزا إنسانيا ثمينا , يمكن أن تستخلص منه العبر والمواعظ لمعالجة أزمات كل زمان ومكان .

ولعل من أبرز ما يعانية العالم في وقتنا المعاصر هو الطغيان والظلم والجبروت , المتمثل بنماذج مكرورة من الطغاة والمتألهين , ممن يعيدون إلى الذاكرة بطغيانهم قصص فرعون وهامان وقارون والنمرود التي ذكرت في القرآن الكريم , ليأكد الواقع المعاصر مرة بعد أخرى صلاحية القرآن للتطبيق في كل زمان ومكان , فالتشابه والتطابق الكبير بين مسارات وتصرفات الطغاة التي ذكرت في القرآن الكريم , وبين تصرفات ومسارات الطغاة المعاصرين تنبئ عن توافق وتطابق منقطع النظير .

لقد ذكر القرآن الكريم مسارات وأفعال الطغاة في أكثر من موضع , فذكر شيئا من طغيان النمرود الذي مكث في الملك والحكم 400 عام كما قال ابن كثير , وذلك بأقواله وأفعاله في سورة البقرة و البروج , كما ذكر الله تعالى قصة طغيان فرعون في أكثر من سورة , ولكن الموضع اللافت والبارز في هذا الأمر هو ما ورد في سورة القصص , والذي سنجعله أنموذجا في هذا المقال لمسارات وأفعال الطغاة في كل زمان ومكان .

لقد سار الطغاة على اختلاف الأزمنة والعصور على هذه المسارات التي ذكرها القرآن الكريم في سورة القصص , وهي تمثل أنموذجا لسلوك وطريقة الطغاة في استعباد الناس وقمع تطلعاتهم , دون اختلاف أو تغيير إلا في الوسائل والأساليب التي تتطور وتتغير مع تبدل الزمان , وهذه المسارات ملخصة في آيات من سورة القصص , سأحاول تناولها بشيء من التفصيل , مع بيان أن إرادة الله تعالى وسنته هي الباقية والماضية في نهاية المطاف .

قال تعالى في سورة القصص : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون } القصص/4-6

1- إن أولى مسارات الطغاة كما ذكرها القرآن الكريم هو العلو والاستكبار , وهو القاسم المشترك والصفة الجامعة بين جميع الطغاة في كل زمان ومكان , فقد ذكر الله تعالى علو فرعون في بداية سورة القصص { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} , أي تكبر وتجبر وطغى , كما ذكر استكباره في موضع آخر من نفس السورة: { وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } القصص/39 , كما ذكر الله استكبار إبليس على أمر الله له بالسجود لآدم , في إشارة إلى مشابهة الطغاة لأفعال الشيطان في هذا الجانب .

لقد وصل علو فرعون - وأمثاله من الطغاة في كل عصر - إلى ادعاء الألوهية والربوبية من دون الله تعالى , فها هو فرعون يقولها صراحة لقومه حين أرسل الله تعالى له موسى ليدعوه لعبادة الله وحده : { ....فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } النازعات/24 , كما ادعى الألوهية في موضع آخر : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ } القصص/38

وها هو النمرود يدعي لنفسه القدرة على القيام بأفعال الإله , قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } البقرة/258.

وفي حين ظن الناس بعد قرون من زوال ملك الطغاة القديم أنه لم يعد هناك من يستطيع ادعاء الألوهية أو الربوبية في العصر الحديث , ظهرت بعض الأقوال والأفعال التي تعيدنا إلى عصور الظلام والطغيان , من خلال تمجيد وتعظيم بعض البشر الذي وصل إلى حد السجود والعبادة والتأليه , والذي نشر على مواقع اليوتيوب وغيرها .

وإذا كان ظهور ذلك التأليه والتعظيم لبشر من دون الله مستهجنا في بلاد يدين شعوبها بتوحيد الله وعبادته سبحانه وتعالى , فإن طغيان الغرب وعلوه واستكباره على العالم العربي والإسلامي يبدو أمرا متوقعا , نظرا للعداء المتأصل في نفوس أولئك للإسلام وشريعته , وهو ما يدل على تطابق مسار الطغاة وأفعالهم في كل زمان ومكان .

2- { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا } أَيْ فِرَقًا وَأَصْنَافًا فِي الْخِدْمَةِ كما قال ابن كثير في تفسيره ، يشيعونه على ما يريد ويطيعونه , فلا يملك أحد منهم مخالفته , وقد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته , وقد أغرى بينهم العداوة والبغضاء كي لا تتفق كلمتهم ولا يتفرغون للتفكير فيما يقلقه ويهز عرشه من تحته , فيظل هو مطلوبا من الجميع , ويكون الجميع له أطوع .

وهذا فعل كل طاغية يريد السيطرة والاستبداد والتحكم في كل زمان ومكان , يجعل الناس في دولته فرقا وطوائف يوالي بعضهم ويعادي الآخرين , ويوحي لحاشيته وأعوانه بأنه الحامي لهم والحافظ لحقوقهم ووجودهم , بينما الحقيقة أنه يفعل ذلك حفاظا على استمرار ملكه واستبداده , فإذا ما جد الجد وجاء وعد الله تعالى في زوال ملكه وانتهاء حكمه , ضحى بأتباعه وأعوانه بإلقائهم إلى التهلكة , بينما يلتفت هو إلى خاصة نفسه ومحاولة النجاة من الموت المحتم الذي ينتظره , وهذا ما حصل مع فرعون تماما , قال تعالى : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } يونس/90

3- { يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ } وهم بنو إسرائيل في هذا الموضع كما قال المفسرون , يستعملهم في أخس الأعمال، ويكُدُّهُم ليلا ونهارًا في أشغاله وأشغال رعيته كما قال ابن كثير , دون أن يكون لهم بعد كل ذلك إلا الجوع والتعب والنصب , والذلة والمهانة والاحتقار .

وإذا كان فرعون قد استضعف بني إسرائيل في ذلك الزمان وقد كانوا أقلية - فمن المعلوم أن بني إسرائيل جاؤوا إلى مصر واستوطنوها بعد أن جاءها يوسف ـ عليه السلام ـ واستقرَّ به الأمر حتى صار على خزائنها ، ثم جاء إخوته لأخْذ أقواتهم من مصر، ثم استقروا بها وتناسلوا إلا أنهم احتفظوا بهويتهم فلم يذوبوا في المجتمع القبطي , فإن بعض الطغاة في العصر الحديث يستضعفون الأكثرية والأغلبية من شعوبهم , مما يعني أنهم فاقوا فرعون في العتو والاستكبار والاستعباد .

وإذا كان فرعون قد حرم هذه الأقلية من أي استفادة من خيرات مصر أو من نتاج عملهم ونصبهم في أرضها , فكانوا حفاة عراة وفقراء , فإن طغاة العصر الحديث يحرمون الأكثرية من شعوبهم أيضا من خيرات بلادهم وأموالها , رغم أنهم أصحابها الحقيقيون ومنتجوها الفعليون , فما أشبه الأمس باليوم وما أدق وأصدق كلام الله تعالى في هذا الوصف العظيم للطغاة والمفسدين .

4- { يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } وَذَلِكَ لِأَنَّ الْكَهَنَةَ قَالُوا لَهُ: إِنَّ مَوْلُودًا يُولَدُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يَذْهَبُ مُلْكُكَ عَلَى يَدَيْهِ كما قال القرطبي , بينما نسب ابن الكثير هذا الأمر للقبط الذين تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل ، حين ورد الديار المصرية ، وجرى له مع جبارها ما جرى، حين أخذ سارة ليتخذها جارية، فصانها الله منه، ومنعه منها بقدرته وسلطانه , فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته مَن يكون هلاك ملك مصر على يديه، فكانت القبط تتحدث بهذا عند فرعون، فاحترز فرعون من ذلك، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل .

وهذه سمة من أبرز سمات وأفعال الطغاة في كل زمان ومكان , حيث التنكيل والتعذيب والإجرام بحق النساء والأطفال بأبشع صوره وألوانه , وما الدماء التي تجري اليوم في العالم أجمع من قبل طغاة هذا العصر وجبابرته إلا صورة مشابهة للفرعونية الإجرامية المذكورة في القرآن الكريم وربما تزيد .

ورغم كل هذه الأفعال الإجرامية التي قام بها فرعون وجنوده وأتباعه , والتي يقوم بها طغاة العصر وعتاته , ورغم الحذر الشديد منه – ومن كل واحد منهم - على عدم وقوع ما حذر منه وأنذر , إلا أن ذلك لم ينفعه من وقوع أمر الله تعالى وقدره , وهل ينفع حذر من قدر؟!! فأجل الله إذا جاء لا يؤخر، ومغالب الله مغلوب ولكل أجل كتاب , وسنة الله تعالى في هلاك الطغاة والظالمين ماضية في خلقه لا تتبدل ولا تتغير , وهذا ما جاءت به الآيات الكريمات التي تعتبر ردا قرآنيا على مسارات وأفعال الطغاة في كل زمان ومكان : { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون }

فمقابل كل واحدة من مسارات الطغاة وأفعالهم الخمسة ( العلو والتفريق والاستضعاف والذبح والاستحياء) مسار إلهي يدحضه ويواجهه بإرادة الله تعالى التي لا ترد ولا تصد , في المن والإنعام على المستضعفين في الأرض وجعلهم أئمة وملوكا ووارثين لحكم الجبابرة والطغاة والمستبدين , والتمكين لهم في الأرض ما داموا صالحين فيها ومصلحين .
فهل يعي الطغاة والمفسدون في الأرض هذه النتيجة الحتمية التي تنتظرهم ؟؟!! وهلا أيقن المؤمنون بموعود ربهم وسننه في خلقه

التي لا تتبدل ولا تتحول ؟؟!!

المرجع :

http://almoslim.net/node/192062

Publié dans Islam

Partager cet article
Repost0

إذا فسد النّاس أُمِّر عليهم شرارهم

Publié le par Ahmed Miloud

إذا فسد النّاس أُمِّر عليهم شرارهم


قال الله تعالى : "وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ."(سورة الأنعام 129).
عن منصور بن أبي الأسود قال : سألت الأعمش عن قول الله : وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضًا ما سمعتهم يقولون فيه ؟
قال : سمعتهم يقولون : إذا فسد النّاس أُمِّر عليهم شرارهم 
(رواه أبو الشيخ كما في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي ج 6ص 203)
عن الحسن البصري أنّه سمع رجلاً يدعو على الحجاج فقال له : لا تفعل. إنّكم من أنفسكم أتيتم إنا نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يستولي عليكم القردة والخنازير فقد روي أن أعمالكم عمالكم وكما تكونون يولى عليكم .
(رواه الطبراني كما في المقاصد الحسنة للإمام السخاوي رقم 835 ص 326)
عن محمد بن سيرين قال أبو الجلد الأسدي : يُبعث على الناس ملوك بذنوبهم.
(رواه ابن عساكر في تايخ دمشق ج 39 ص 477)
قال الله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ."
(سورة الرعد ,11)
ومن المعلوم أنه لا يقع شيء في الكون إلا وفق مشيئة الله تعالى وإرادته بما في ذلك أفعال العباد ، قال الله تعالى : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {الإنسان، 30 } .
فسرالقرطبي رحمه  و اخرون هذه الأية كما يلي :
وما تشاؤون أي الطاعة والاستقامة واتخاذ السبيل إلى الله إلا أن يشاء الله فأخبر أن الأمر إليه سبحانه ليس إليهم ، وأنه لا تنفذ مشيئة أحد ولا تتقدم ، إلا أن تتقدم مشيئته . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ( وما يشاؤون ) بالياء على معنى الخبر عنهم . والباقون بالتاء على معنى المخاطبة لله سبحانه . وقيل : إن الآية الأولى منسوخة بالثانية . والأشبه أنه ليس بنسخ ، بل هو تبيين أن ذلك لا يكون إلا بمشيئته . قال الفراء : وما تشاءون إلا أن يشاء الله جواب لقوله : فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ثم أخبرهم أن الأمر ليس إليهم فقال : وما تشاؤون ذلك السبيل إلا أن يشاء الله لكم.

إذا أرادت الأمة الإسلامية ان تعيش في أمن و رغد العيش، فعليها الرجوع الى  ربها باتخاذ الأسباب الشىرعية كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. قال تعالى : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ." 
(آل عمران،  104)
فإذا غاب في الأمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، كترك الصلاة، الحكم بغير ما أنز الله و غياب العدل فلا شك أن يعمها الفساد و الأدهى و الأمر هو تسليط الله  عليها حكام فاسدين لا يرقبون في الرعية إلا و لا ذمة. 
عن مالك بن دينار قال الحسن البصري : إنّ الحجاج عقوبة من الله فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة وتوبوا تكفوه.
(رواه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات رقم 52 و سنده صحيح)
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال النّبي صلّى الله عليه و سلّم : " إنّكم ستروْنَ بعدي أَثَرَةً وأمورًا تُنكرونها
قالوا : فما تأمُرُنا يا رسولَ اللهِ ؟
قال النّبي صلّى الله عليه و سلّم : أدُّوا إليهم حقَّهم وسَلُوا اللهَ حقَّكم."
(رواه البخاري في صحيحه رقم 7052 و مسلم في صحيحه رقم1843)
الاحاديث الصحاح في تحريم الخروج على الحاكم
الـحديث الأول:
عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ :يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ.
[مسلم1846]
الـحديث الثاني:
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
إِنَّهَا سَتَكُونُ بَـعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُـنْــكِرُونَهَا ،قَالُوا : يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ
قَالَ: تُؤَدُّونَ الْـحَقَّ الَّذِي عَـلَيْـكُمْ وَتَسْأَلُونَ الله الَّذِي لَــــكُمْ.
(أثرة = استئثار بالأموال) [البخاري3603 / مسلم1846]
الـحديث الثالث:
عن حذيفة -رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَـهْتَدُونَ بِـهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُـثْمَــانِ إِنْسٍ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟،
قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ. [مسلم1847]
الـحديث الرابع:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ، فَذَكَرَ الشَّرَّ، فَقَالَ: اتَّقُوا الله، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا.
[ابن أبي عاصم في السنة1069]
الـحديث الخامس:
عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:
خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُـحِبُّونَهُمْ وَيُــحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ،وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟، قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ. [مسلم1856]
الـحديث السادس:
عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ،إ ِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.
[البخاري2955 / مسلم1709]
الـحديث السابع:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً.
[البخاري7053 / مسلم1851]
و خلاصة القول، ان الأمة الإسلامية تمر بظروف عصيبة و ذالك بما كسبت أيدي الناس و علة ذالك هو البعد عن الله. فحري بها أن تتوب و تقيم دين الله في مجتمعها. أما غير ذالك، فسيكون مصيرها الذل و الهوان و ضنك العيش. 
فالنتدبر قول الله عز و جل :
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ." (طه، 124)
                     .  و الله أعلم
                   

   أحمد ميلود بتصرف

 الأخذ بالذنب من سنن الله

قد أجرى الله -سبحانه وتعالى- على كل أمة من الأمم السابقة سنة كونية؛ فقد كانت سنة الإهلاك والأخذ بالذنب تطال المكذبين بالرسل في الحياة الدنيا قبل عذاب الآخرة.

وهذا الأخذ بالذنب قد يصل لدرجة الاستئصال؛ فيكون الأخذ عامًّا وشاملاً للجميع، مثلما حدث في الطوفان بعد دعاء سيدنا نوح حينما قال: ﴿رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾[نوح: 26].

ولقد تنوعت أشكال الإهلاك، والتي قد عدّدها -تعالى- في قوله: ﴿فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت: 40].

وسنة الإهلاك بالاستئصال قد عصم الله -تعالى- منها هذه الأمة المرحومة، إلا أنه أجرى عليها سنة كونية أخرى.

هذه السنة الكونية هي وقوع الفتن بينهم والفرقة والاختلاف والانقسام والتقاتل، يقول -تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾[الأنعام: 65].

وقد جاء تأويل هذه الآية عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن جابر -رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “أعوذ بوجهك”.

قال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ قال: “أعوذ بوجهك”.

﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “هذا أهون” أو “هذا أيسر”([1]).

ولقد سعى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سعيًا حثيثًا لتجنيب هذه الأمة وقوع سنة الاستئصال فيها، أو الافتراق الذي حدث في الأمم السابقة، فأجيب في بعضها ولم يستجب له في الأخرى؛ فعن عامر بن سعد، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا فقال -صلى الله عليه وسلم: “سألت ربي ثلاثًا، فأعطاني ثنتين، ومنعني واحدة.

سألت ربي أن لا يُهلك أمتي بالسَّنة فأعطانيها.

وسألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق فأعطانيها.

وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها”([2]).

وهذا لا يعني أن هذه الأمة تعيش كل وقتها في الخلاف والفتنة والتقاتل فيما بينها، ولكنها تعيش فترات مجد واتساع، وفترات انكماش واستضعاف، فلا الأولى تدوم ولا الثانية، فعن ثوبان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها، وأُعطيت الكنزين الأحمر والأبيض.

وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسَنة بعامة، وأن لا يُسلّط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم فيستبيحَ بيضتهم.

وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها -أو قال: من بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا”([3]).

وقد رأى ابن مسعود أن الفرقة والخلاف أسوأ ما ينزل بهذه الأمة؛ فقد كان “يصيح وهو في المجلس -أو على المنبر: ألا أيها الناس، إنه نزل بكم.

إن الله يقول: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾، لو جاءكم عذاب من السماء لم يبق منكم أحد.

﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾، لو خسف بكم الأرض أهلككم، لم يبق منكم أحد.

﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾، ألا إنه نزل بكم أسوأ الثلاث”([4]).

وكان لابن عباس تأويل لهذه الآية، ورد عنه من وجه صحيح؛ فكان يقول: “﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾، فأما العذاب من فوقكم، فأئمة السوء، وأما العذاب من تحت أرجلكم، فخدم السوء”([5]).

وقد نزلت الفتن بالتدريج في هذه الأمة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “أربع فتن تكون بعدي:

الأولى: تسفك فيها الدماء.

والثانية: يستحل فيها الدماء والأموال.

والثالثة: يستحل فيها الدماء والأموال والفروج.

والرابعة: عمياء صماء تُعرك فيها أمتي عرك الأديم”([6]).

وما ظهرت فتنة الاختلاف إلا وتبعتها فتنة الدماء؛ إذ ظهر التمرد على أمير المؤمنين عثمان فكان قتله بعد ذلك، ثم كانت المقتلة العظيمة بين المسلمين بتقاتل جيشي الإمام علي وسيدنا معاوية.

ولا زالت الأمة لا تستطيع أن تدير خلافاتها، بل يحدث الصدام والتقاتل والتعذيب، وتذهب الأموال وتزهق الأنفس والأرواح.

وقد يفعل المسلمون في بعضهم ما لا يفعل بهم أعداؤهم.


([1]) أخرجه البخاري في “التفسير”، باب: “قَوْلِهِ: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ الآيَةَ. ﴿يَلْبِسَكُمْ﴾ يَخْلِطَكُمْ مِنَ الاِلْتِبَاسِ. ﴿يَلْبِسُوا﴾ يَخْلِطُوا. ﴿شِيَعًا﴾ فِرَقًا”، ح(4628).
([2]) أخرجه مسلم في “الفتن وأشراط الساعة”، باب: “هَلاَك هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ”، ح(2890).
([3]) أخرجه مسلم في “الفتن وأشراط الساعة”، باب: “هَلاَك هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ”، ح(2889).
([4]) تفسير الطبري، (11/417).
([5]) السابق، (11/418).
([6]) كتاب الفتن لنعيم بن حماد، (1/55).

 : المرجع

https://islamonline.net/22428

Partager cet article
Repost0

L'amour de la vie d'ici-bas, une perdition

Publié le par Ahmed Miloud

La vie de l'être humain est éphémère comme celle d'une  belle fleur qui se fâne à la fin et meurt.

Allah Gloire à Lui dit dans Son Noble Coran :

"Et ne tends point les yeux vers ce dont Nous avons donné jouissance temporaire à certains groupes d'entre eux, comme décor de la vie présente, afin de les éprouver par cela. Ce qu'Allah fournit (au Paradis) est meilleur et plus durable." (sourate Ta Ha verset 131)
[C'est-à-dire ne regarde pas les gens de la vie d'ici-bas (la dunya) et ce dont il leur a été donné jouissance comme délice, montures, vêtements, demeures et autre.
Car tout ceci est le décor (zahrah) de la vie présente (ndt : littéralement, "la fleur de la dunya").
Or la fleur, son issue finale n'est autre que la flétrissure, le dessèchement et la disparition.
Et elle est, de toutes les feuilles de l'arbre, celle qui se fane et dépérit le plus vite.
C'est pour cela qu'Allah Gloire à Lui dit :  "zahrah" (fleur), c'est une jolie fleur de par sa splendeur, sa beauté et son odeur - si elle est odorante - mais elle flétrit rapidement.
Il en va de même pour la vie d'ici-bas.](1)
(1) Source : http://http://www.3ilmchar3i.net/2018/03/la-dunya-une-fleur-vouee-a-faner.html
C'est Allah qui donne la vie à toutes choses et c'est Lui qui la reprend au moment qu'IL veut. 
" 68. C'est Lui qui donne la vie et donne la mort.
 Puis quand Il décide une affaire, Il n'a qu'à dire : "Sois", et elle est."(Coran 40 : 68)
En fait, elle n'est qu'un petit délai donné à l'être humain pour l'éprouver et lui fournir la clé de son salut dans l'au-delà.
" 1. Béni soit Celui dans la main de qui est la royauté, et Il est Omnipotent. 2. Celui qui a créé la mort et la vie afin de vous éprouver (et de savoir) qui de vous est le meilleur en œuvre, et c'est Lui le Puissant, le Pardonneur ."(Coran 67 : 1/2)
IL ne l'a créée que pour un seul but : celui de Lui vouer l'adoration qu'IL mérite et de Lui être soumis.
"Je n'ai créé les Djinns et les hommes que pour qu'ils M'adorent." (Coran 51 : 56] 
Voir vidéo :

https://youtu.be/sBClABARaRw

Voir article détaillé ici :
http://www.3ilmchar3i.net/2015/02/le-but-de-la-creation-video.html

Seulement, la plupart des êtres humains voient la vie comme une unique occasion de s'amuser et de vivre une vie d'insouciance sans but précis, soit en niant leur Créateur, soit en n'observant pas Ses enseignements comme Il l'a ordonné. 
" Sachez que la vie présente n’est que jeu, amusement, vaine parure, une course à l’orgueil entre vous et une rivalité dans l’acquisition des richesses et des enfants. Elle est en cela pareille à une pluie : la végétation qui en vient émerveille les cultivateurs, puis elle se fane et tu la vois donc jaunie, ensuite elle devient des débris. Et dans l’au-delà, il y a un dur châtiment, et aussi pardon et agrément d’Allah. Et la vie présente n’est que jouissance. trompeuse."
(Coran 57 : 20) 
" Toute âme goûtera la mort. Mais c’est seulement au Jour de la Résurrection que vous recevrez votre entière rétribution. Quiconque donc est écarté de l’Enfer et introduit au Paradis, a certes réussi. Et la vie présente n’est qu’un objet de jouissance trompeuse. » (Coran 3 : 185) 
C'est pour ces raisons que le Prophète et Messager d'Allah, bénédiction et salut d'Allah sur lui, a averti les gens en ces termes :
D'après Al Miswar Ibn Makhrama (qu'Allah l'agrée), le Prophète (que la prière d'Allah et Son salut soient sur lui) a dit: « Je jure par Allah que ce n'est pas la pauvreté que je crains pour vous !
Je crains plutôt pour vous que la vie d'ici-bas ne soit étendue pour vous comme elle l'a été pour ceux qui sont venus avant vous, que vous vous concurrenciez la concernant comme ils se sont concurrencés et qu'alors elle vous fasse périr comme elle les a fait périr ».
(Rapporté par Boukhari dans son Sahih n°3158 et Mouslim dans son Sahih n°2961)

Article sur le même sujet :

https://www.avenuedessoeurs.com/islam/delaisse-la-vie-presente-et-batis-ta-demeure/

Ahmed Miloud

L'ultime épreuve : les 3 questions de la tombe

Il reste à la personne qui meurt une dernière épreuve, celle de l'examen de passage soit vers le Paradis, soit vers l'enfer. 

Les diplômes, les distinctions, les titres honorifiques, etc... qu'avait reçus cette personne durant sa courte vie ne le seront d'aucune utilité.

Al-Baraa ibn Azib a dit : « Nous sortîmes avec le Messager d’Allah (bénédiction et salut soient sur lui) pour accompagner la dépouille mortelle d’un homme issu des Ansar à sa dernière demeure. Nous arrivâmes à la tombe avant qu’elle ne fût complètement creusée et nous nous installâmes avec le Messager (bénédiction et salut soient sur lui) autour de la tombe, dans un silence tel qu’on dirait que des oiseaux perchaient sur nos têtes. En ce moment, le Prophète tenait un bout de bois et perçait le sol avec. Et puis il éleva sa tête et dit : implorez la protection d’Allah contre le châtiment infligé dans la tombe (il le dit trois fois ou deux ) Puis il poursuivit : « quand un fidèle serviteur quitte ce monde pour l’Au-delà, il lui vient depuis le ciel des anges blancs dont le visage est aussi radieux que le soleil. Ils s’installeront à vue d’œil de lui et seront munis de linceuls et du parfum paradisiaques. C’est alors que l’ange de la mort viendra s’asseoir près de sa tête et lui dira : ô bonne âme ! Sors pour jouir du pardon et de la miséricorde divine. Elle sortira en coulant comme une goutte d’eau qui échappe de la bouche d’un outre. Quand l’ange de la mort recevra l’âme, les autres anges s’en saisiront tout de suite et la mettront dans le linceul et la baigneront dans le parfum et elle en recevra la meilleure odeur de musc sur terre. Les anges remonteront porteurs de cette âme, et chaque fois qu’ils passeront auprès d’un groupe d’ange, ceux-ci diront :  quelle est cette bonne âme ?  - Ils répondront : c’est celle d’Un tel fis d’Un tel en employant les meilleurs noms que le défunt avait dans sa vie d’ici-bas. Arrivés au ciel le plus bas, on en sollicitera l’ouverture qui sera obtenue sitôt demandée. Au niveau de chaque ciel l’âme sera accueillie par les meilleurs et accompagnée jusqu’au ciel suivant ; et ce jusqu’à son arrivée au septième ciel. C’est alors qu’Allah dira : « Placez les écritures concernant mon serviteur dans les plus hautes sphères du septième ciel. Puis ramenez-le à la terre puisque c’est à partir d’elle que j’ai créé mes serviteurs et c’est en elle que je les retournerai et c’est à partir d’elle que Je les ressusciterai. Et puis son âme sera ramenée à son corps, et deux anges se présenteront à lui et le mettront debout et lui diront,

-  Qui est ton Maître 

-  Allah est mon Maître 

-  Quelle est ta religion ? 

-  L’Islam est ma religion 

-  Qu’en est-il de cet homme qui vous a été envoyé ? 

-  Il est le Messager d’Allah (bénédiction et salut soient sur lui) 

-  Comment l’avez-vous su ? 

-  J’ai lu le livre d’Allah et y ai adhéré et cru en lui 

Une clameur dira depuis le ciel : « Mon serviteur a dit vrai. Préparez-lui un lit et des vêtements au paradis. Ouvrez-lui une porte débouchant sur le paradis de sorte qu’il pourra en recevoir l’avant-goût et la fraîcheur.  On lui élargira sa tombe l’espace d’une vue d’œil, et un homme se présentera à lui pour lui dire ceci :  sois rassuré que ce jour est celui qui t’était promis. 

-  Qui es-tu puisque ton visage présage du bien ? ! 

-  Je suis ta bonne œuvre ! 

-  Maître, fais venir l’Heure pour que je puisse rejoindre ma famille et mes biens 

Quand un serviteur infidèle quitte la vie d’ici-bas pour l’Au-delà, lui viendront du ciel des anges noirs munis de serviettes dures et ils s’installeront à vue d’œil de lui. Puis l’ange de la mort viendra s’asseoir près de sa tête et dira : « ô âme mauvaise ! Sors pour faire l’objet de la colère d’Allah et Son dépit. L’âme se dispersera alors dans son corps. Mais on l’en extraira de manière à déchirer les veines comme une brosse en fer que l’on retire de la laine mouillée. L’ange de la mort la prendra. Et les autres anges s’en saisiront tout de suite et l’envelopperont dans leurs serviettes dures dont se dégagera l’odeur la plus nauséabonde sur terre. Ils remonteront avec cette âme et, chaque fois qu’ils passeront près d’un groupe d’anges ceux-ci diront :

-  Quelle est cette mauvaise âme ? 

-  C’est Un tel fils d’Un tel  en employant les plus désagréables noms dont on l’appelait ici-bas. Et, ce jusqu’à ce qu’ils arrivent au ciel le plus bas. Puis ils en demanderont l’ouverture mais ne l’obtiendront pas. Là, le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui) récita le verset :  Pour ceux qui traitent de mensonges Nos enseignements et qui s' en écartent par orgueil, les portes du ciel ne leur seront pas ouvertes..  (Coran, 7 : 40) … Allah, le Puissant et Majestueux dira : mettez les écritures concernant mon serviteur dans un registre placé dans la plus basse couche de la terre. Puis ramenez-le sur terre puisque c’est à partir d’elle que J’ai créé les humains et c’est en elle que Je les retournerai et c’est d’elle que je les ressusciterai. Son âme sera jetée alors. Selon le rapporteur, le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui) récita ce verset : .. quiconque associe à Allah, c' est comme s' il tombait du haut du ciel et que les oiseaux le happaient, ou que le vent le précipitait dans un abîme très profond.  (Coran, 22 : 31). Il (le Prophète ) poursuit : « c’est alors que l’âme du défunt sera ramenée à son corps et les anges l’interrogeront en ces termes :

-  Qui est ton Maître ? 

-  Eh bien, eh bien. Je ne sais pas 

-  Quelle est ta religion ? 

-  Eh bien eh bien. Je ne sais pas. 

Une clameur dira depuis le ciel : préparez-lui un lit et des vêtements en enfer. Ouvrez-lui une porte débouchant sur l’enfer. Chaleur et vent brûlant lui viendront de là et sa tombe sera rétrécie de sorte que ses côtes se croiseront. Puis un homme au visage désagréable, aux vêtements désagréables et à l’odeur nauséabonde lui dira :  Sois assuré que ce jour est le mauvais jour qui t’était promis .

-  Qui es-tu puisque ton visage présage du mal ? 

-  Je suis ta mauvaise œuvre 

-  Maître, ne fais pas venir l’Heure (rapporté par Abou Dawoud, 4753 et par Ahmad (18063), auteur de la présente version déclarée authentique par al-Albani dans Sahih al-Djami, 1676.

Partager cet article
Repost0

Sciences : Les montagnes dans le Coran

Publié le par Ahmed Miloud

Les Miracles Du Coran - La science moderne révèle les nouveaux miracles du Coran…

LES MIRACLES SCIENTIFIQUES DE DIEU
DANS LE CORAN

LE ROLE DES MONTAGNES

Le Coran attire l'attention sur une caractéristique géologique capitale des montagnes :

Et Nous avons placé dans la Terre des montagnes fermes, afin qu'elle ne s'ébranle pas avec eux. (Coran, 21 : 31)

Ce verset affirme que le rôle des montagnes est d'empêcher la survenue de "chocs" sur la Terre. On ignorait cette fonction à l'époque où le Coran a été révélé. On ne l'a compris que tout récemment, grâce aux découvertes de la géologie moderne.

Autrefois, on pensait que les montagnes étaient simplement des bosses qui se dressaient à la surface de la Terre. Cependant, les scientifiques ont réalisé que ce n'était pas vraiment le cas, et que les "fondations" de ces montagnes s'étendaient sur une profondeur 10 à 15 fois supérieure à leur hauteur visible. Avec de telles caractéristiques, les montagnes peuvent être comparées à un clou ou un piquet maintenant solidement une tente de camping. Par exemple, le Mont Everest, dont le sommet s'élève à près de 9 km au-dessus de la surface de la Terre, développe des "racines" sur une longueur supérieure à 125 km.25

Les montagnes apparaissent à la suite de mouvements et de collisions entre d'immenses plaques formant l'écorce terrestre. Quand deux plaques entrent en collision, la plus solide glisse sous l'autre, celle du dessus se plisse et forme des reliefs et des montagnes. La couche inférieure s'enfonce sous le sol et s'étend vers les profondeurs. Cela signifie que les montagnes cachent sous terre une partie de dimension aussi importante que la portion visible :

Dans un texte scientifique, la structure des montagnes est décrite comme suit :

Là où les continents sont les plus épais, comme dans les chaînes montagneuses, l'écorce s'enfonce plus profondément dans le manteau."26

Le Professeur Siaveda, un célèbre hydrogéologue de renommée mondiale, a fait le commentaire suivant sur la façon dont les montagnes avaient des tiges ressemblant à des racines et qui les maintiennent attachées à la surface.

La différence fondamentale entre les montagnes continentales et les montagnes océaniques se situe dans leur composition… Mais le dénominateur commun aux deux types de montagnes c'est leurs racines, capables de les soutenir. Dans le cas des montagnes continentales, des matières de densité plus basse et plus légère sont étendues sous terre comme des racines. Dans le cas des montagnes océaniques, il existe aussi des matières plus légères qui soutiennent les montagnes comme des racines… Par conséquent, la fonction des racines est de soutenir les montagnes selon la loi d'Archimède.27

De plus, un livre intitulé Earth "(La Terre), écrit par le Dr Frank Press, ancien président de l'Académie Nationale des Sciences, des Etats-Unis, et qui est encore utilisé comme un ouvrage de référence dans de nombreuses universités, affirme que les montagnes sont comme des piquets, enfouis profondément sous la surface de la Terre.28

Dans un verset, ce rôle des montagnes est indiqué au moyen d'une comparaison avec les "piquets" :

N'avons-nous pas placé la terre comme un lit, et les montagnes comme des piquets ? (Coran, 78 : 6-7)

Dans un autre verset, il a été révélé que Dieu a fait ce qui suit "et quant aux montagnes, Il les a ancrées."(Coran, 79 : 32). Le mot arsaahaa dans ce verset signifie "enraciner, fixer, ancrer".

Les montagnes ont de profondes racines sous la surface de la Terre. (Frank Press, et Raymond Siever, Earth, 3ème éd. [San Francisco, W. H. Freeman & Company, 1982], p. 413)Une autre illustration montre comment les montagnes, fonctionnent tels des pitons, grâce à leurs profondes racines. (Edward J. Tarbuck et Frederick K. Lutgens, Earth Science [USA, Macmillan USA, 1993], p. 158)Les montagnes tels des pitons, ont de profondes racines ancrées dans le sol. (Andre Cailleux et J. Moody Stuart, Anatomy of the Earth [McGraw-Hill Companies, 1968], p. 220)

De la même manière, les montagnes fixent l'écorce terrestre en s'étendant au-dessus et au-dessous de la surface de la Terre aux points de jonction de ces plaques. De cette façon, elles maintiennent l'écorce terrestre et l'empêchent de dériver sur la couche de magma ou au sein des plaques elles-mêmes. En résumé, on peut comparer les montagnes à des clous qui maintiennent ensemble des morceaux de bois. Cette fonction fixatrice des montagnes connue dans le jargon scientifique sous le terme "isostasie", correspond à l'équilibre entre les forces "ascendantes" créées par le manteau et les forces "descendantes" créées par la croûte terrestre. Comme les montagnes perdent de la masse à cause de l'érosion, de la perte de terres ou de la fonte des glaciers, elles peuvent regagner de la masse grâce à la formation des glaciers, aux éruptions volcaniques ou à la reconstitution du sol. Ainsi, alors que les montagnes deviennent plus légères, elles subissent une pression de poussée vers le manteau, par la force de poussée produite par les liquides. Par ailleurs, lorsqu'elles deviennent plus lourdes, elles subissent une pression de poussée vers le haut par la force de gravité. L'équilibre entre ces deux forces est réalisé grâce à l'isostasie. Cette caractéristique stabilisatrice des montagnes est décrite en ces termes par des sources scientifiques :

En 1855, G. B. Airy suggéra que l'écorce terrestre pouvait être comparée à des radeaux en bois flottant sur l'eau. Des morceaux de bois épais flottent plus haut à la surface de l'eau que des morceaux plus fins et de manière similaire, les parties épaisses de la croûte terrestre flotteront sur un liquide ou un substrat en plastique de plus grande densité. Airy affirmait que les montagnes avaient des racines profondes de roches de densité plus basse que les plaines n'ont pas. Quatre ans après la publication des travaux de Airy, J. H. Pratt formula une autre hypothèse… Selon cette hypothèse, les colonnes de roches situées sous les montagnes doivent avoir une densité plus faible, en raison de leur longueur plus importante, que les colonnes de roches situées sous les plaines et qui doivent être plus courtes. L'hypothèse d'Airy comme celle de Pratt impliquent que les irrégularités à la surface sont équilibrées par les différences de densité des roches situées sous les structures principales (montagnes et plaines) de l'écorce. Cet état d'équilibre est appelé "le concept d'isostasie".29

Aujourd'hui, nous savons que la couche rocheuse externe de la surface de la Terre est traversée par des failles et qu'elle est formée de plaques qui "flottent" au-dessus de la lave fondue. Etant donné que la Terre effectue une rotation très rapide autour de son axe, si ce n'était l'effet fixateur des montagnes, ces plaques se déplaceraient constamment. Dans un tel cas, le sol ne s'accumulerait pas à la surface de la Terre, l'eau ne serait plus retenue par le sol, les plantes ne pousseraient pas, et aucune route ni aucune maison ne pourrait être construite. En résumé, la vie sur Terre serait impossible. Cependant, grâce à la miséricorde de Dieu, les montagnes sont comme des pieux, et dans une large mesure, empêchent les mouvements des plaques terrestres.

Le rôle vital des montagnes, qui a été découvert par la géologie moderne et la recherché sismique, a été révélé dans le Coran il y a des centaines d'années de cela comme un exemple de la sagesse suprême dans la création de Dieu.

… Et Il a enfoncé des montagnes fermes dans la terre pour l'empêcher de basculer avec vous… (Coran, 31 : 10)

 

25. Prof. Zaghloul Raghib El-Najjar, "The Miraculous Qur'an", www.wamy.co.uk/announcements3.html


26. Carolyn Sheets, Robert Gardner, et Samuel F. Howe, General Science, (Newton, MA, Allyn and Bacon Inc., 1985), p. 305.


27. www.beconvinced.com/science/QURANMOUNTAIN.htm


28. Frank Press, et Raymond Siever, Earth, 3ème éd. (San Francisco, W. H. Freeman & Company, 1982).


29. M. J. Selby, Earth's Changing Surface, (Oxford, Clarendon Press, 1985), p. 32.

Source :

https://www.miraclesducoran.com/scientifique_25.html

Partager cet article
Repost0